الفرق بين الطقس والمناخ
يُخطى البعض في التفريق بين مصطلحي المناخ والطقس، ولعلّ هذا يعود للارتباط الوثيق في ما بينهما، حيث يُمكن تعريف الطقس بإيجاز على أنّه الحالة السائدة في الخارج في أي يومٍ كان، سواء أكانت درجة الحرارة 24 درجةً مئويّةً والجو مُشمس، أو درجة الحرارة -6 درجةً مئويّةً مع تساقط كثيف للثلوج. يُعرف المناخ بأنّه الحالة المتوقّعة للجو في وقتٍ ما، والذي يُعبّر عنه بمتوسّط طقس مُعيّن في الزمان والمكان، وعلى سبيل المثال؛ قد يتوقّع المناخ سيادة جو حار ورطب في شهر يوليو في مناطق الجنوب الشرقي، أو تساقط كثيف من الثلوج في شهر يناير في مناطق الشمال الشرقي، حيث قد يحتوي سجل المناخ المُتوقّع على بعض القيم القصوى سواء أكانت لمعدلات الأمطار أو لدرجات الحرارة، وبالتالي يُعبّر المناخ عن التغيّرات التي تحدث على قيم متوسّط الطقس اليومي لفترات طويلة، وذلك لاحتماليّة تغيّر الطقس بين دقيقةٍ والأخرى، ومن يومٍ لليوم الذي يليه، وحتى من موسمٍ للآخر.
مفهوم الطقس
يُمكن تعريف الطقس بـأنّه الحالة اليوميّة للغلاف الجوّي، وأيّة تغيرات تطرأ عليه أثناء مُدة قصيرة نوعاً ما، تتراوح بين بضعة دقائق، وعدة أسابيع، إذ يُشكّل مفهوم الطقس وتقلّباته اليوميّة مزيجاً بين كل من قيم درجات الحرارة، مُعدّلات الرطوبة، كثافة الغيوم، مستوى الرؤية، وتحرّكات الرياح.[٢] وتحدث مُعظم التغيّرات في الأحوال الجويّة في طبقة التروبوسفير من الغلاف الجوّي الأقرب لسطح الأرض، مما يؤدي لحدوث تغيّرات في الطقس في كافّة أنحاء العالم وخلال مُدّة زمنيّة تتباين بين عدّة دقائق وصولاً لعدة أسابيع.
مفهوم المناخ
يدور مفهوم المناخ حول وصف حالة الطقس على مدى فترات طويلة، وذلك على عكس مفهوم الطقس الذي يُعبّر عن التغيّرت قصيرة المدى الحاصلة في الغلاف الجوّي، إذ تُستخدم مُصطلحات قيمة درجة الحرارة أثناء موسم مُعيّن، شدّة الرياح وحتى كميات الامطار والثلوج المتساقطة لوصف المناخ في منطقة مُعيّنة في موسم ما يدرس العُلماء مُعدّلات هطول الأمطار ودرجات الحراة ونسب الرطوبة وكميّة أشعة الشمس وغيرها الكثير من المفاهيم التي يقيسها الطقس، لمدةٍ طويلة من الزمن لغاية النظر فيها و الحصول على مُتوسّط لها مما يتيح لهم وضع معايير عامّة للمناخ، حيث تُساعد هذه المعاير في وصف مناخٍ مُعيّن لمكانٍ ما، إلى جانب إتاحة القدرة على توقّع الأيام التي يكون الطقس فيها الأبرد أو الأكثر حرّاً خلال السنة، وعلى الرغم من ذلك؛ لا تستطيع هذه التوقّعات أن تُقدّم وصفاً دقيقاً لحالة الطقس في أي يوم مُعيّن، ولتقديم الفكرة بشكل مُختصر وأكثر وضوحاً، فالطقس يساعد في تحديد ما يرتديه الأفراد في يوم مُعيّن، بينما يُقدّم المناخ معلومات حول نوعيّة الملابس التي لابد من تواجدها في الخزانة في تلك الفترة
كيفية رصد الطقس وتوقع المناخ
يُعتبر التنبُّؤ بالطقس أمراً مُشوّقا لدى الكثير، حيث يهدف المُتنبّئون بالطقس لتقديم إجابات لتساؤلات الأفراد عن درجات الحرارة المتوقّعة، احتماليّة هطول أمطار، وجود عواصف رعديّة وغيرها الكثير من الأسئلة، حيث يكون اعتمادهم الرئيسي في التنبّؤات على قيم عددية لكافّة المُلاحظات حول عناصر المناخ من ضغط الهواء، الرطوبة والرياح وغيرهم، وبالتالي الخروج بأفضل تقدير للوضع الحالي، والأوضاع المُستقبليّة، إذ تُساهم مهارة المُتنبّئ والقيم التي يمتلكها في إعطاء تنبّؤات ذات دقّة عالية، وغالباً ما تكون تنبّؤات الطقس دقيقة لفترات قصيرة لا تتعدى الأسبوع، بينما تعتمد التنبّؤات الموسميّة طويلة الأجل والتي تمتد لحوالي ستة أشهر، على استخدام العلاقات الإحصائيّة بين أبرز الظواهر المناخيّة العالميّة، مثل النينيو والنينيا، إلى جانب نسب هطول الأمطار، وقيم درجات الحرارة العالميّة لتوقع الطقس، سواء أكان هذا بالطرق التقليديّة كتنبّؤات خبراء الأرصاد، أو باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.ويُمكن تعريف عمليّة التنبّؤ بالطقس على أنها العمليّة التي يتم عبرها تطبيق مبادئ الفيزياء، ودمجها مع عدّة تقنيات إحصائيّة، وتقنيات تجريبية، إذ لا تقتصر عمليّة التنبّؤ بالطقس على الحالة الجويّة في الغلاف الجوّي، بل تتعداها لتصل للتغيّرات الحاصلة على سطح الأرض نتيجة لهذه الظروف الجويّة، والمُتمثّلة في تكوّن الجليد، المد والجزر، والفيضانات وغيرها الكثير بينما بالنسبة لتوقع المناخ والذي ينظر به إلى فترات أطول بكثير، فإن الأمر ليس بهذه البساطة، فلا يمكن في حالة توقع مناخ منطقة ما على مدى 50 أو 100 عام، أو في حالة توقع ارتفاع مستوى سطح البحر الاعتماد على المشاهدات وذلك لأنه وبكل بساطة لا يمكن أخذ المشاهدات من المستقبل، وبالتالي فإن الاعتماد يكون على النماذج المناخية.وتُعرف التنبّؤات المناخيّة بأنّها البيانات المُحتملة عن الظروف الجويّة المُسقبليّة، تبعاً لفترات زمنيّة طويلة تمتد بدءاً من مواسم، إلى عقود ورُبّما أطول، وذلك في نطاقات مختلفة، بدءاً من النطاق المحلّي، مروراً بالنطاقات الإقليميّة ووصولاً للعالميّة.
المصدر : موضوع