ما هي الخريطة الجغرافية وما هو مفهومها؟
الخريطة هي تمثيل رمزي لمنطقة محددة أو جزء معين له حدود معينة. حيث تصف الخريطة معالم داخل منطقة محددة. وهي أيضًا تصوير رمزي لمنطقة توضح العلاقة بين العناصر الموجودة داخلها.
فيمكن أن توضح تضاريس أو مناخ منطقة معينة وتوزيع السكان في المناطق على حسب التضاريس والمناخ وهكذا.
وتُرسم الخريطة على سطح مُسطح وتكون بمقياس معين يحدد نسبة الأبعاد. فالخريطة هي صورة هيئة الأرض وشكلها كما هو الحال في خريطة العالم الجغرافية. وتتميز الخرائط عن الصور الجوية أنها تحتوي على معلومات وتوضيح أكثر للطبيعة الجغرافية لتلك المنطقة. ومع التطورات في عصرنا الحالي يمكن أن تُرسم الخرائط بأنظمة المعلومات الجغرافية الحاسوبية.
والخريطة هي تمثيل هندسي لحالات وأوضاع نسبية للظواهر، وسواء كانت الخرائط مطبوعة أو على شاشات الحاسوب فهي تكون صورة خيالية للعالم. والسبب هو أن الكرة الأرضية ليست مسطحة، والخرائط التي على هيئة كرة هي الوحيدة التي تعتبر حقيقية.
العناصر المكونة للخريطة الجغرافية
تتكون الخريطة الجغرافية من عناصر هامة تفيد مستخدميها في سهولة قراءتها وهي كالآتي:
العنوان: تحتوى جميع الخرائط على عنوان ويعطي العنوان تصورًا مختصرًا لما تحتويه الخريطة ولذلك يجب أن يكون العنوان قصيرًا وله دلالته التوضيحية التي تعطي رسالة للباحث عن محتوى الخريطة.
مفتاح الخريطة: يستخدم مفتاح الخريطة لتوضيح معنى الرموز المستخدمة في هذه الخريطة، ويجب أن تظهر الرموز في المفتاح بشكل مطابق تمامًا لها كما ظهرت في الخريطة حتى يتم فهم الخريطة بشكل صحيح وغالباً ما تجد مقتاح الخريطة في ركن من أركان الخريطة.
الرموز المستخدمة في الخريطة: الرموز أهم عنصر من عناصر الخريطة فهي عبارة عن صور صغيرة تمثل أشياء مختلفة على الخريطة. فمن الرموز الشائعة على سبيل المثال: الشكل الثلاثي للدلالة على الجبل، والصحراء عبارة عن مجموعة من النقاط، و الغابات تمثلها أشجار صغيرة. وتُجمع هذه الرموز في الصندوق المسمى بمفتاح الخريطة map key.
و تقسم الرموز لعدة أقسام:
الرموز النقطية Point symbols:
وهي تمثل العواصم والمدن والقرى وغيرها من المناطق المأهولة.
الرموز الخطية Line symbols :
وهي تمثل الطرق البرية والحدود السياسية وتوزيعها والأنهار والبحيرات.
الرموز المساحية Area Symbols:
تمثل السهول والهضاب والأقاليم المناخية.
الرسوم: رسومات صغيرة تدل على حقول النفط والمناطق الصناعية والمطارات. تستخدم كل خريطة رموزها الخاصة بها اعتمادًا على المعلومات التي يعرضها رسام الخريطة.
الأشكال: يتم استخدام الأشكال للتعبير عن المعلومات الموجودة في الخريطة، ويتم التفرقة بين الأشكال معتمدين على الشكل والهيكل ويمكن أيضًا استخدام الألوان والاتجاهات. الألوان: تستخدم للتعبير عن المناطق فاللون الأزرق يعبر عن البحر والأصفر يعبر عن الرمال و الصحاري ودرجات اللون الأصفر للتعبير عن التضاريس الموجودة في الصحاري مثل الجبال والهضاب وغيرها، والأحمر يدل على المناطق المأهولة والطرق.
الخطوط: يوجد العديد من الخطوط المستخدمة في الخرائط فهي إما متصلة أو منقطعة وسميكة ورفيعة وكل هذا له دلالاته الموضحة في صندوق مفتاح الخريطة.
الاتجاه: يمثل عادةً الجزء العلوي من صفحة الخريطة اتجاه الشمال وعادةً ما يستخدم رسامو الخرائط حرف صغير أسفل الخريطة لمساعدة القارئ معرفة الاتجاهات.
مقياس الرسم: يشبه المسطرة ويطلق عليه أيضًا المقياس الخطي، وهو عبارة عن خط أفقي مقسم إلى أميال أو كيلومترات أو غيرها من وحدات القياس.
المقياس الكسري: لا يحتوي على وحدات محددة وإنما كسراً أو نسبةً مثل ١:١٠٠٠ مثلاً وهذا يعني أن كل وحدة سنتيمتر على الخريطة يعني ألف كيلومتر في الواقع على سبيل المثال.
حدود الخريطة: تساعد تحديد حافة الخريطة على إظهارها بشكل منظم. ويستخدم رسامو الخرائط خطوط دقيقة لتحديد الخرائط المكافئة وهي خرائط مصغرة لمنطقة واسعة من الخريطة، مثل خرائط المدن لها خرائط مكافئة توضح الطرق و المعالم المحلية.
الشبكة: تحتوي العديد من الخرائط على سلسلة من الخطوط المارة فيها والتي تكون مربعات أو مستطيلات ومهمة هذه الشبكة تحديد الأماكن على الخريطة. وهذه الشبكة هي غالبًا خطوط الطول و دوائر العرض.
أنواع الخرائط
هناك أنواع عديدة من الخرائط منها السياسية والمادية وخرائط لتوضيح الطرق وكل نوع خريطة يعمل لتوضيح غرض محدد.
الخرائط الطبوغرافية Topographic maps:
وهي الخرائط التي تتعلق بالرسم التفصيلي لمنطقة جغرافية معينة حيث تحتوي على الظواهر الطبيعية والبشرية ولها مقياس رسم معين حيث تتراوح بين ١:٢٠٠٠٠ إلى ١:٨٠٠٠٠ والمقياس الأمثل هو ١:٥٠٠٠٠
الخرائط التفصيلية Cadastral maps:
وهي خرائط مخصصة لمنطقة صغيرة جدًا لا يتجاوز مقياس رسمها ١:٢٠٠٠٠.
الخرائط الأطلسية Atlas maps:
وهي خرائط فيها المعالم الجغرافية الرئيسية فقط و تقتصر على الظواهر الطبيعية الرئيسية و مقياسها يبدأ من ١:١٠٠٠٠٠٠.
أنواع الخرائط وفقاً للمضمون الجغرافي:
الخرائط الطبيعية: وهي خرائط تتناول الظواهر الطبيعية لمكان محدد مثل خريطة دول الخليج العربي ومن بينها:
الخرائط الجيولوجية حيث يظهر فيها طبقات الأرض.
الخرائط الكنتورية وهي خرائط تضم الخطوط الكنتورية وتمثل المعالم الطبوغرافية.
خرائط الطقس والمناخ وهي تختص بالحالة الجوية للمنطقة المرسومة على الخريطة.
الخرائط البشرية: وهي التي تختص بالجانب البشري، ومن بينها:
خرائط عسكرية والتي تشكل أهمية بالغة للرجل العسكري.
خرائط سياحية والتي تساعد السياح على معرفة المواقع الأثرية والسياحية الهامة.
خرائط تاريخية والتي توضح كل ما يخص حقبة تاريخية معينة من الزمن.
خرائط نقل وهي التي توضح شبكة النقل ووسائل النقل العام المختلفة.
خرائط إقتصادية ويوضح هذا النوع من الخرائط الأنشطة الاقتصادية المختلفة ضمن نطاق جغرافي كالزراعة والصناعة والتعدين.
أنواع الخرائط وفقاً لطريقة تمثيل الظواهر:
الطرق المستخدمة لتمثيل الظواهر على الخريطة هي:
خرائط البعد الثالث وهي خرائط تهتم بالمرتفعات ومنها الخرائط المجسمة و الكنتورية.
خرائط الصور الجوية وهي الخرائط التي يتم التقاطها من القمر الصناعي أو الطائرات.
الخرائط الموضوعية وهي الخرائط التي تهتم بتقديم نوع واحد من الظواهر سواء كانت طبيعية أو بشرية.
خرائط ورقية: وهي الخرائط المرسومة على ورق وهي السائدة.
خرائط رقمية: حيث يتم رسمها بطريقة رقمية على الحاسبات ويمكن التعديل عليها وتصميمها وتحليل المعلومات الواردة فيها عبر استخدام برامج مخصصة، ومن بينها:
خرائط الطقس والمناخ وهي خرائط توضح الحالة المناخية لدرجات الحرارة و الأمطار واتجاهات الرياح وهي تختص بالحالة الجوية للمنطقة المرسومة على الخريطة.
خرائط النبات وهي تبين الغطاء النباتي على سطح الأرض من مختلف أنواع النباتات كالغابات والحشائش وتوزيعها ومناطق وجودها.
خرائط اقتصادية ويوضح هذا النوع من الخرائط الأنشطة الاقتصادية المختلفة ضمن نطاق جغرافي كالزراعة والصناعة والتعدين.
خرائط السكان وتوضح التوزيع السكاني في كلٍ من القرى والأقاليم والمدن والدول.
تاريخ الخرائط
يعود تاريخ الخرائط إلى آلاف السنين ابتداءًا من الرسم على الكهوف إلى الحضارات البابلية ثم العصور الوسطى إلى أن وصلت للعصر الحديث.
الحضارة البابلية
بدأت الرسومات من قبل البابليون فقد عثروا على لوح من الطين عام ١٩٣٠م بالقرب من كركوك العراق و كان مرسوم عليها وادي ونهر بين تليتين وتعود للقرن الرابع والعشرون قبل الميلاد.
واكتُشفت خريطة أخرى تعود للقرن الرابع عشر قبل الميلاد في نفر وكانت تصف جداول و مباني المدينة المقدسة.
الحضارة الفرعونية
لم تلق الخرائط المصرية اهتمامًا في الحضارات القديمة إلا أن بردية تورين التي تعود إلى ١٣٠٠ سنة قبل الميلاد وكانت تصف الجبال شرق نهر النيل، والتي كانت مصدر للذهب والفضة، وهذه النطقة تسمى الآن أرض المعادن وهي المنطقة الواقعة بين نهر النيل والبحرالأحمر من جنوب أسوان إلى الحبشة.
الحضارة اليونانية
بطليموس، هكاتيوس، أنا كسيماندر من أوائل اليونانيين الذين رسموا الخرائط ويعتقد أن أناكسيناندر كان أقدم يوناني رسم خريطة للعالم (٦١١-٥٤٦ ق.م)، وكان يؤمن أن شكل الأرض كالاسطوانة المعلقة في الهواء. بعده بخمسين عام جاء هيكاتيوس وشبه العالم بالقرص الدائري وتقع اليونان في مركزه.
و البحار سيلاكس كان أول من أضاف تعليمات الإبحار على الخرائط لتصبح معلمًا أساسيًا لمتخذي البحار في رحلاتهم.
وايراتوستينس اليوناني المصري كان أول من توصل لمحيط الكرة الأرضية.
الإمبراطورية الرومانية
اكتشفت لوحة عام ٢٠٠٧ تعود إلى القرن الثانى عشر وكانت خريطة منسوجة.
وخريطة أخرى تعود للقرن الخامس وكانت تبين الطرق قبل الإمبراطورية الرومانية.
الصين
عام ١٩٨٩ عُثر على سبع خرائط في أحد الحفريات بولاية ڤين الصينية وكانت تظهر أنظمة نهرية وأسماء لبعض المناطق الإدارية ويعتقد أنها تمثل أقدم الخرائط الاقتصادية.
الهند
كانوا مهتمين بالخرائط التي تخدم التنجيم حيث كان النجم القبطى مرجعًا في خرائطهم.
دور العرب و المسلمون مع الخريطة الجغرافية
قد لعب العرب والمسلمين دورًا كبيرًا في تطور الخرائط. إذ كانت خريطة الإدريس من أدق الخرائط في القرون الوسطى، وقد أُثبت تاريخياً أن الخليفة المأمون قد خصص مبالغ مالية كبيرة لبعثه لقياس قطر الأرض. وقد استعمل العرب الزوايا والحسابات الرياضية وكان الدب القطبي مرجعًا لحسابتهم. كما أنهم استعملوا الميل العربي والحبال في قياساتهم وتوصلوا لحساب محيط الأرض فكان حوالي ٢٠٤٠٠ ميل عربي أي ما يعادل ٤٠٠٠٠ كيلو متر وهي قريبة جدًا من المتوسط الفعلي وهو ٤٠.٠٤١.٤٧كيلو متر. وقد أضاف الإدريس الأنهار والمرتفعات والبحيرات للخرائط فأحدث تطور نوعي في شكل الخريطة. وبعد عصر النهضة الأوربية بدأت رحلات الاستكشاف للقارتين.
أما العصر الحالي حيث أصبحت الصور الملتقطة من الجو والفضاء أكثر تأكيدًا لما سبقها حيث اعتمد خط جرينتش كمقياس دولي.
أهمية الخريطة
للخرائط أهمية كبيرة في حياتنا من النواحي التالية:
- لا تقتصر أهميتها على الجغرافيين فقط وإنما يستخدمها الجيولوجيون وعلماء التربة والنبات، يستخدمها الاقتصاديون وعلماء الاجتماع والسياسة فنجد أهمية الخريطة في جميع مجالات حياة الإنسان.
- تستخدم من قبل المهندسين في تخطيط المشاريع الهندسية بما يناسب طبيعة البيئة المحيطة.
- يعتمد عليها مرشدين السياحة في إرشاد السواح إلى المعالم السياحية والطرق المؤدية إليها.
- ترشد الطيارين والقباطنة لمعرفة وجهة سيرهم ومنع اصطدام الطائرات أو السفن ببعضها ومعرفة الأماكن المناسبة لهبوط الطائرات.
- تحدد المسافات والطرق والمواقع والمساحات وغيرها من الظواهر الجغرافية.
- تستخدم في الديموغرافيا والدراسات العمرانية للأقاليم الجغرافية.
- تساعد على وضع المشاريع و الخطط التنموية في المناطق المختلفة.
- لها أهمية إستراتيجية لتحركات الجيوش والتحركات العسكرية في مختلف المناطق.
- تساعد الزراعيين على دراسة وتصنيف التربة وتحديد طرق استغلالها.
- تساعد على تحديد المواقع الجغرافية وتضاريس التي نعيش عليها بدقة عالية.
- تستخدم في التعليم في المدارس والجامعات.
- تساعد الجيولوجيين في دراسة مشاريع التعدين وطرق استغلال الثروة الطبيعية للحصول على اقتصاد قوي.
رسم الخرائط
يسمى علم رسم الخرائط بعلم الكاتوغرافيا. وكلمة كارتوغرافيا تتكون من مقطعين هي كارتو وتُعني خريطة والمقطع الآخر هو غرافيا والتي تُعني رسم فتصبح الكلمة معناها علم رسم الخرائط.
مع التطور الذى حدث في القرن العشرين تطور مفهوم الكاتوغرافيا حتى أصبح تقنية وفن صنع الخرائط و تقسم إلى عدة أقسام:
علم الخرائط
الكاتوغرافيا الرياضية هي البحث في الأسي والقوانين الرياضية.
تحرير الخرائط
تشمل استخدام وسائل مختلفة لرسم الخريطة وإظهار المواقع عليها.
يتم استخدام الورقة والقلم في رسمها بالشكل التقليدي، و لكن تطور هذا الفن حتى أصبح باستخدام الحاسوبات بفعل ظهور عدد من البرامج التي ساعدت على الدقة ويسمى نظام المعلومات الجغرافية ومن أهم هذه البرامج Mapinfo وArcgis.
إخراج الخرائط
وهو الإنتاج النهائي او التقنيات الخاصة بإخراج للخرائط مثل الطباعة.
وقد أدى هذا التطور إلى إتاحة فرصة لمشاركة العديد من الأشخاص وهم فئات عديدة منهم العالم الباحث ومنهم أخصائي تكنولوجيا التعليم ومنهم الكاتب والمؤلف في إنتاج وتصميم الخرائط. فقد تم تحويله من علم مستقل إلى أداة من أدوات نظم المعلومات الجغرافية