جغرافيا عمان
|
تقع سلطنة عُمان في جنوب غرب آسيا في أقصى جنوب شرق شبه الجزيرة العربية على الساحل الجنوبي الشرقي على حدود بحر العرب وخليج عُمان والخليج العربي بين اليمن والإمارات العربية المتحدة. كان ساحل عُمان جزءًا مهمًا في الإمبراطورية العُمانية والسلطنة.
تمتد سواحل عُمان على مسافة 3165 كلم من مضيق هرمز في الشمال وحتى الحدود مع اليمن،[1] وتطل بذلك على بحار ثلاثة هي: بحر العرب، بحر عُمان، والخليج العربي. يحدها من ناحية الغرب دولة الإمارات العربية المتحدة (طولها 410 كم) والمملكة العربية السعودية (طولها 676 كم)، ومن الجنوب الجمهورية اليمنية (طولها 288 كم) ومن الشمال مضيق هرمز، ومن الشرق بحر العرب.
تتواجد عُمان بين خطي عرض 16° 40′ و 20′ 26° شمالا وبين خطي طول 50′ 51°و 40′ °59 شرقًا.
تبلغ مساحة عُمان ما يقارب 309,500 كم² وبذلك تكون ثالث أكبر دولة في شبه الجزيرة العربية بعد المملكة العربية السعودية واليمن، وهذا يضع سلطنة عُمان ضمن مجموعة الدول المتوسطة المساحة؛ أي أنَّ مساحتها قريبة من مساحة كل من ايطاليا والفلبين وبولندا وأقل قليلاً من مساحة اليابان، إلا أنها أكبر من مساحة المملكة المتحدة وأكبر من دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت مجتمعة، وأكبر كذلك من مساحة سوريا والأردن ولبنان مجتمعة. ويتبع سلطنة عُمان مجموعة من الجزر معظمها عبارة عن نتوءات صخرية في عرض البحر، أكبر هذه الجزر من حيث المساحة هي جزيرة مصيرة في بحر العرب المأهولة بالسكان.[2]
الخصائص
الموقع الفلكي
تقع سلطنة عُمان بين دائرتي عرض (39 °16) و (31 °26) شمال دائرة الاستواء وهو ما يعني وقوعها في أكثر الأقاليم المناخية تطرفًا من حيث الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، يمر مدار السرطان (5 °23 شمالًا) بأجزائها الشمالية وتحديدًا عند مدينة مسقط، ولأن مداري السرطان والجدي يمثلان الحدين الشمالي والجنوبي للنطاق الذي تتعامد عليه الشمس، لذا فإن أشعة الشمس تصل إلى أراضي عُمان عمودية وشبه عمودية معظم أيام السنة. كما أنَّ جميع الأجزاء الممتدة من مدينة مسقط حتى أقصى الجنوب تتعرض لتعامد الشمس مرتين في السنة؛ مرّة عند تحرك الشمس ظاهريًا من خط الاستواء نحو مدار السرطان بداية من 1 مارس، ومرّة عند عودتها نحوه بعد تعامدها على مسقط في الإنقلاب الصيفي (1 يونيو من كل سنة)، ولذلك تعتبر هذه المناطق أكثر تلقيًا لأشعة الشمس طيلة أيام السنة حيث يبلغ المتوسط اليومي لساعات سطوع الشمس في عُمان حوالي 10 ساعات، وهكذا تكاد البلاد تعيش في فصل صيف دائم.[3]
الموقع الجغرافي لسلطنة عُمان جعلها ضمن نطاق تطغى عليه الرياح الشرقية، باستثناء ما يشهده جنوبها من رياح موسمية جنوبية غربية خلال الصيف الشمالي، ذلك أنَّ امتداد سلطنة عُمان جنوبًا حتى دائرة عرض 39 °16 شمال خط الاستواء يجعل الأجزاء الجنوبية قريية من تأثير الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي تهب من المحيط الهندي وبحر العرب لتؤثر على معظم السواحل العُمانية المواجهة لها. أمَّا إحداثيات سلطنة عُمان الطولية (00 °52) و (50 ° 59) شرقًا فجعلت أرض عُمان في البرج الزمني الرابع إلى الشرق من خط الطول أو ما يُعبّر عنه بخط غرينتش فيكون فيها التوقيت (+ 4) مقارنة بالتوقيت العالمي الموحد.[4]
الموقع الجغرافي
تمتد سلطنة عُمان جغرافيًا في أقصى الجنوب الشرقي لشبه الجزيرة العربية على شكل شبه جزيرة ذات ثلاث واجهات بحرية مترابطة. يحدها من الغرب بحر من الرمال متمثلًا في صحراء الربع الخالي، ويُقدر طول سواحلها بحوالي 3168 كم مع سواحل الجزر والأخوار، وبذلك فهي تطل على الخليج العربي من جهة الشمال حيث شبه جزيرة مسندم التي تتحكم بهيمنة واضحة على مضيق هرمز. وتظهر شبه جزيرة مسندم على شكل رأس من الجبال الوعرة داخل البحر، وهي منفصلة عن الوطن الأم ولا يربطها به سوى الطرق البرية التي تخترق أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة فضلًا عن الطرق البحرية والجوية، ومع ذلك فإنَّ هذه العزلة لم تؤثر كثيرًا في عمليات التنمية وتوفير الخدمات لسكان المحافظة.[4]
ومن جهة الشرق والشمال الشرقي فإنها تطل على بحر عُمان الذي قامت على سواحله ومنذ القدم عدة موانئّ طبيعية نشطة مثل صحار ومسقط وصور، أمَّا من جهة الجنوب والجنوب الشرقي فهي تطل على بحر العرب، وهو بحر مفتوح يوصل إلى البحر الأحمر، كما يربط المحيط الهندي بالمحيط الأطلسي عبر رأس الرجاء الصالح. ومن هذا الموقع تسيطر سلطنة عُمان على أقدم وأهم الطرق التجارية البحرية في العالم وهو الطريق البحري بين الخليج العربي والمحيط الهندي، ومن هذا الموقع أيضًا اتصلت طرق القوافل عبر شبه الجزيرة العربية لتربط ما بين غربها وشرقها وشمالها وجنوبها.[4]
وعلى الرغم من أنَّ موقع سلطنة عُمان يجمع بين الصفة القارية والصفة البحرية، إلَّا أنَّ الغلبة كانت دائمًا للواجهات البحرية، وذلك لما يتميز به الموقع البري من تضاريس صعبة الاختراق كالمناطق الجبلية عالية الارتفاع والصحاري الرملية شديدة الجفاف، إضافة إلى ما تميز به الموقع البري من ندرة في الموارد الحيوية وصعوبة الظروف المناخية، وعلى هذا الأساس فإن عُمان تعد دولة تغلب عليها صفة التوجه البحري ذلك لأنَّ معظم حدودها بحرية أو محيطية.[4]
ومن الظواهر الجغرافية المحيطة بعُمان والمؤثرة فيها مناخيًا وحضاريًا هو الخليج العربي الذي يُرطب الهواء ويغذي المنخفضات الجوية العابرة والصحراء العربية الممتدة على معظم أجزاء شبه جزيرة العربية والتي تكون غالبًا مصدرًا للرياح الجافة والحارة والمحملة بالغبار والأتربة، خاصة حين يسود فيها مرتفع جوي مرسل للرياح. كما يمكن ذكر اليابس الآسيوي الذي يرسل رياحًا باردة وجافة نحو الخليج العربي خلال الشتاء الشمالي، ويجذب الهواء الحار الرطب من المحيط الهندي خلال الصيف الشمالي متسببًا في ظهور الرياح الموسمية العربية وهي فرع من الرياح الموسمية الهندية والتي تؤثر على الأطراف الشرقية لسلطنة عُمان وخاصة على جنوبها الشرقي بمحافظة ظفار مشكلة ما يُعرف بخريف صلالة.[5]
الأهمية الجغرافية
كان البحر عاملًا مؤثرًا في اقتصاد عُمان منذ أقدم العصور، وكان النشاط البحري أكثر أعمدة الاقتصاد العماني أهمية، إذ قامت الموانىّ الطبيعية النشطة على طول السواحل العمانية مثل ميناء صحار الذي كان يُصدر منه معدن النحاس وميناء سمهرم على ساحل ظفار الذي كان منفذًا لتجارة اللبان والبخور ترسو فيه السفن القادمة من شرق أفريقيا وشبه القارة الهندية وذلك في الألف الثاني قبل الميلاد. كما ازدهرت صناعة السفن في هذه الموانئّ وكان ملاحوها التجار يجوبون البحار والمحيطات فنقلوا السلع التجارية من شواطئ المحيط الهندي إلى موانئ سومر في الخليج العربي وإلى موانئ شرق البحر الأبيض المتوسط.[6]
أمَّا في القرن العاشر الميلادي فقد كانت صحار (كما وصفها الجفرافيون المسلمون) من أغنى موانئ العالم الإسلامي، وذكر ابن حوقل أنَّ تُجار صحار وتجارتها لا تدخل تحت حصر، كما ذكر المقدسي أنَّ صحار كانت المدخل إلى الصين وأنها مخزن تجارة العراق والشرق، وبحكم موقع عُمان فقد كانت منذ القدم مركزًا هامًا للتبادل التجاري وتخزين السلع التجارية المنقولة بحرًا إلى موانئها. وقد ساعدت الرياح الموسمية الجنوبية الغربية (صيفًا) والشمالية الشرقية (شتاءًا) من جهة، وطبيعة السواحل العمانية متعددة الرؤوس والخلجان (الخيران) من جهة أخرى في تعدد الموانئ وتنشيط الحركة التجارية البحرية.[6]
أمَّا في الوقت الحاضر فقد اكتسب الموقع الجغرافي لعُمان أهمية كبيرة إذ جعلها مركزًا متوسطًا بين دول العالم تربط مباشرة بين ثلاث قارات كبرى هي آسيا وأفريقيا وأوروبا، فضلًا عن بقية قارات العالم التي تتصل بها عبر خطوط النقل البحري الكبرى، مما أهلها لأنْ تكون مركزًا للتجارة الدولية ومحطة عبور للبضائع والأفراد. وانطلاقاً من السياسة الاستراتيجية لسلطنة عُمان الرامية إلى تنويع مصادر الدخل وتنشيط التجارة والاندماج في السوق العالمية ورفع كفاءة الاقتصاد العماني، فإنَّ العمل لا يزال جارٍ لاستغلال خصائص الموقع وتوجيهه لخدمة هذا الهدف، من خلال تنفيذ مشاريع إستراتيجية ضخمة مثل ميناء صحار الذي أصبح ميناءًا عالميًا يربط بين الموانئ الخليجية وموانئ الهند والصين وجنوب الجزيرة العربية وشرق أفريقيا، وتعزَّزت مكانته بإنشاء المنطقة الصناعية المصاحبة له، ومن المشاريع الإستراتيجية الضخمة أيضًا إنشاء ميناء الدقم والحوض الجاف المرفق به والذي يقدم خدمات إصلاح السفن التجارية من مختلف الأنواع والأحجام بما فيها السفن الكبيرة والعملاقة وسفن الحاويات وناقلات النفط والغاز والسفن السياحية، وهناك أيضًا ميناء صلالة النشط في تجارة الترانزيت والمنطقة الحرة المصاحبة له، وميناء قلهات المختص بتصدير الغاز المسال والصناعات القائمة عليه، بالإضافة إلى ميناء قابوس متعدد الأغراض والذي من المؤمل في ظل الإقبال السياحي على عُمان أنْ يتحول بالكامل إلى ميناء سياحي، كما أنشأت العديد من مرافئ الصيد التي تسهم بدور كبير في تطوير قطاع الثروة السمكية وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للدولة.[6]
الجيولوجيا
تحتوي أرض عُمان على تركيبة جيولوجية مميزة وفريدة من نوعها، ويعود التاريخ الجيولوجي لعُمان إلى أكثر من 800 مليون سنة وهو عمر أقدم الصخور (الصخور البلورية) التي تم تأريخها في عمان. عملت مجموعة القوى التي تشكل سطح الأرض منذ ذلك الحين خاصة قوى الضغط الداخلية من التواءات وانكسارات على تشكيل القشرة القارية الواقعة حاليًا أسفل عُمان مرات عديدة، ونتج عن هذه العمليات ما يرى اليوم من جبال التوائية وصدعية وتراكيب مختلفة من الصخور، كما عملت عوامل التعرية المختلفة (القوى الخارجية) على تشكيل هذا السطح مكونة مظاهر جيومورذولوجية متنوعة مثل الأودية والسهول والصحاري والكثبان الرملية. ولعل تأثير بحر تيثس في جبال شمال عُمان هو السبب في جعلها مشابهة لجبال الألب، لأنَّ عمر هذا المحيط (والذي تعرف بقاياه اليوم ببحر عُمان والخليج العربي) يعود إلى الفترة من 280 -90 مليون سنة، وكان يمتد جغرافيا من شمال جبال الألب وحتى جبال الهيمالايا والشرق الأقصى.[7]
يعود اهتمام الجيولوجيين بعُمان إلى بداية هذا القرن العشرين حين قاد المستكشف البريطاني جورج مارتن لييز [الإنجليزية] حملة لاستكشاف عُمان في شتاء عامي 1925و 1926 ونشر نتائج الدراسة في عام 1928، ظلت الدراسات الجيولوجية لعُمان في النصف الأول من القرن العشرين قليلة وذلك يعود إلى الطبيعة الوعرة للبلد والنزعة الاستقلالية لسكانها ورفضهم لأي تدخل أجنبي، لذا فإنَّ الدراسات الجيولوجية التفصيلية المصحوبة بالخرائط والتغطية بالصور الجوية لم تبدأ إلا في الخمسينات من القرن العشرين وقام بها جيولوجيو شركة تنمية نفط عُمان. ومنذ ذلك الحين توالت الدراسات الجيولوجية نتيجة للتوسع في استكشاف النفط والحاجة إلى تقييم الثروة المعدنية للبلد من جهة ولدراسة ظاهرة تراكب صخور القشرة المحيطية فوق الكتلة القارية من جهة أخرى.[8]
تشير الدراسات الجيولوجية إلى أنَّ الموقع الجغرافي لعُمان قد تغير عدة مرات عبر الأزمنة الجيولوجية القديمة، فمنذ نحو 300 مليون سنة مضت وخلال العصر الكربوني كانت الكتلة القارية التي توجد عُمان في نطاقها والمعروفة باسم غندوانا تقع جنوب خط الاستواء على مقربة من القطب الجنوبي حيث شهدت عصورًا جليدية تقف آثارها المتمثلة في الإرسابات الجليدية الموجودة في منطقة الحقف في المنطقة الوسطى شاهدًا على ذلك، تحتوي عُمان على تنوع وتباين جيولوجي متميز، فجميع أنواع الصخور الموجودة على سطح الأرض لها مكاشف في عُمان ويسهل الوصول إليها، ومن حيث الأحافير الدالة على آثار الحياة في الأزمنة الجيولوجية المختلفة فهي متنوعة أيضًا، ويعود بعضها إلى 600 مليون سنة مضت مثل الأحافير في صخور الستروماتوليت التي عثر عليها في منطقة الحقف.[7]
إضافة إلى ذلك فإن جبال عُمان تحوي أكبر مكاشف متصلة لصخور الاوفيوليت، وهي صخور القشرة المحيطية فوق الكتلة القارية في الشرق الأوسط، وصخور الافيوليت هي مجموعة من الصخور النارية تكونت كجزء من قشرة محيطية ثم بعد ذلك دفعت وقذف بها لتتراكب فوق الكتلة القارية لجنوب شرق شبه الجزيرة العربية. إنَّ لصخور الأوفيوليت أهمية كبيرة لدى الجيولوجيين كونها ظاهرة غير عادية. فعند تصادم كتل قارية وكتل محيطية فعادة ما تندفع الكتلة المحيطية بحيث تقع أسفل الكتلة القارية نتيجة لكبر كثافتها، لكن في عُمان تكونت صخور الاوفيوليت على خلاف العادة حينما اندفعت الكتلة المحيطية إلى أعلى وتراكبت فوق الكتلة القارية، فتكونت صخور قشرة محيطية على اليابسة لتعطي عُمان خصوصية جيولوجية مميزة. هذه الظاهرة وغيرها جذبت الكثير من الجيولوجيين لدراستها أملًا في الحصول على حقائق تساعد في فهم جزء هام من تاريخ عُمان الجيولوجي من جهة، ومعرفة المزيد عن حركة الصفائح التكتونية المكونة للقشرة الأرضية من جهة أخرى.[8]
يمكن تقسيم عُمان جيولوجيا إلى ثلاثة أقاليم متميزة وهي: جبال شمال عُمان (المعروفة بجبال الحجر)، ووسط عُمان المعروف جيولوجيا بالحقف، وإقليم ظفار في الجنوب.
جبال شمال عُمان (جبال الحجر)
يمكن تقسيم صخور جبال شمال عمان من حيث التطور التركيبي لنشأتها إلى وحدات صخرية متعاقبة كل منها يمثل حقبة متميزة من التاريخ الجيولوجي لعمان وهي بالترتيب كما يلي:[9]
مجموعة الصخور مكانية المنشأ | مجموعة الصخور ذات النشأة المجولبة | الصخور مكانية المنشأ الجديدة | إرسابات الزمن الرابع | |
---|---|---|---|---|
التعريف | من أقدم الصخور التي لها مكاشف في عمان وتكونت في الحقبة الجيولوجية القديمة | يعود تكوين هذه الصخور إلى حقبة الحياة الوسطى | تكوَّنت هذه الصخور في الزمن الجيولوجي الكريتاسي الأعلى والزمن الثالث الأدنى حين كانت عمان مغمورة ببحر ضحل، وقد تخلل ذلك الغمر فترات انحسار كانت تغطي اليابسة فيها غابات مدارية. يغلب على هذه الصخور الحجر الجيري الأصفر. | وهي إرسابات حديثة تعلو جميع التكوينات الكبرى تغطي السطح الحالي وتتمثل في المصاطب الحصوية على جوانب الأودية والمراوح والسهول الفيضية وركام السفوح والإرسابات الريحية (الهوائية). أمَّا في المنامطق الساحلية فتوجد إرسابات بحرية تتمثل في المصاطب المرجانية والشواطئ المرفوعة. |
الأنواع |
|
|
|
إقليم وسط عُمان (الحقف)
يشمل هذا الإقليم السهل الحصوي الفسيح الواقع بين جبال شمال عُمان في الشمال وجبال ظفار في الجنوب، بينما يطل على بحر العرب من جهة الشرق وصحراء الربع الخالي من الغرب. ويتشكل سطح هذا الإقليم في معظمه (خاصة الغربي والشمالي) من غطاءات إرسابية تتمثل في السهول الحصوية والكثبان الرملية، بينما تظهر في الأجزاء الأخرى من هذا السهل مكاشف لصخور رسوبية تعود إلى العصر الثالث، من أهم خصائص هذا الإقليم وما يميزه عن الأقاليم الجيولوجية الأخرى هي المرتفعات المعروفة جيولوجيا باسم الحقف والتي أخذ منها الإقليم اسمه الجيولوجي. مرتفعات الحقف عبارة عن ثنية محدبة عظيمة على شكل قبة من إرسابات العصر الكرتياسي وتشكل هذه القباب مكامن للنفط والغاز الطبيعي. كما تظهر في هذا الإقليم مكاشف لصخور القاعدة البلورية ضمن هذه التركيبة الجيولوجية لكن على نطاق ضيق.[10]
إقليم ظفار في الجنوب
يشمل هذا الإقليم الجيولوجي من عُمان سهل صلالة الساحلي والهضبة الانكسارية المتسعة من الحجر الجيري التي تمثل طية أحادية الميل ينحدر سطحها انحدارًا طفيفًا من حافة الانكسار في الجنوب وتمتد إلى التخوم الجنوبية لصحراء الربع الخالي في الشمال.
تمتد مرتفعات ظفار في هذه الهضبة حوالي 290 كم من هضبة حضرموت في اليمن في الغرب إلى جدة الحراسيس في الشرق، ويبلغ عرض هذه الهضبة 50 متر في الوسط، وتشمل مرتفعات ظفار كل من جبل القمر في الغرب وجبل القراك في الوسط وجبل سمحان في الشرق، ويبلغ ارتفاعها بين 1500 إلى 2000 متر فوق سطح البحر وذلك على طول امتداد خطوط الإنكسار.[10]
توجد في هذا الإقليم أوسع مكاشف لصخور القاعدة البلورية في عُمان والتي تظهر مكاشفها في جنوب جبل سمحان بين مرباط وحاسك وكذلك في جزر الحلانيات. تتكون صخور القاعدة البلورية هذه بشكل رئيسي من صخور جوفية وصخور متحولة تتمثل في صخور النيس والشست التي تقطعها إعداد كبيرة من السدود النارية البازلتية. تعلو صخور القاعدة البلورية صخور رسوبية قديمة من الحجر الجيري الدولومايتي وتعرف باسم تكوينات مرباط التي تعود إلى العصر الكامبري. ما عدا هذا فإنَّ هذا الإقليم تغلب على تكويناته صخور رسوبية تكونت في بحار ضحلة تعود إلى العصر الكريتاسي والعصر الثالث إضافة إلى إرسابات سطحية حديثة تتمثل في الإرسابات الرملية والحصوية التي خلفتها الأودية المتنحدرة من مرتفعات ظفار.[10]
الجزر
تحيط المياه العُمانية بالكثير من الجزر التي يبلغ عددها 293 جزيرة، ومعظمها عبارة عن نتوءات صخرية في عرض البحر، أكبر هذه الجزر من حيث المساحة هي جزيرة مصيرة في بحر العرب المأهولة بالسكان والتي تبلغ مساحتها 640 كيلومتر مربع وطولها 60 كم، كما توجد مجموعة جزر الحلانيات في بحر العرب وأبرزها الحلانية المأهولة بالسكان والحاسكية والسودة والقبلية، أمَّا أكبر مجموعة جزر في بحر عُمان فتتشكل حول شبه جزيرة مسندم المطلة على مضيق هرمز، والتي اكتسبت أهمية إستراتيجية من خلال موقعها في المضيق، وهذه الجزر هي جزر أم الغنم وجزيرة الاتصالات (التلجراف) وجزيرة الخيل ومسندم ودايدامار وفاناكو وجزيرة سلامة (أو مجموعة جزر سلامة وبناتها كما أسماها العرب).[11] وهناك مجموعة أخرى من الجزر في بحر عُمان أيضا أبرزها جزر السوادي وجزر الديمانيات ذات التراث الطبيعي الغني الذي أهَّلها لأنْ تكون محمية طبيعية منذ عام 1996.[2]
السهول
تكون السهول في عُمان غالبًا ساحلية فيضية ضيقة لكنها خصبة وغنية نسبيًا بالموارد المائية والنباتية، ولذلك تشهد كثافة سكانية عالية، فسهل الباطنة الذي يطل على بحر عُمان وسهل صلالة[12] الذي يطل على بحر العرب (وهما أكبر وأشهر سهلين ساحليين بالبلاد) تتركز فيهما نسبة كبيرة من السكان، ففي حين لا تمثل مساحتهما سوى 3% من المساحة الكلية للسلطنة. تنقسم السهول في عمان إلى نوعين رئيسين هما: السهول الساحلية والسهول الحصوية الداخلية.[13]
السهول الساحلية
وهي إرسابات فيضية كونتها الأودية المنحدرة من جبال الحجر الغربي إلى بحر عمان ومن جبال ظفار إلى بحر العرب. تكونت هذه السهول أثناء الفترات المناخية المطيرة التي سادت إقليم جنوب شبه الجزيرة العربية في عصر البلايستوسين المتأخر من العصر الرباعي، ومن الأمثلة عليها سهل الباطنة وسهل صلالة والأخوار.
المصدر : ويكيبيديا